وَهَبٌ لَنَا من لّدُنكَ رَحٌمَةً

نجتاز الأيام برحمة الله ولطفه

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين .. وعليه نتوكل على الله ربنا اتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، لا إله الا انت سبحانك اني كنا من الظالمين. اللهم بقدر حرصي على عدم إيذاء الاَخرين .. جنبني يا الله ظلم الغير، و أعني يارب على معاملة الناس بالحسنى لأجلك حتى إذا وجدت منهم ما تكرهه نفسي، وغيرت الأيام فيهم. اللهم أجعلني في عنايتك فلا يضرني بشر ولا يبكيني قدر، والحمد لله على كل حال، مهما يكن هذا الحال خانقاً ومُرا وصعبًا مُوجعًا، الحمد لله هو يخلق ما يشاء ويختار. قد يبتعد الشخص قليلاً ويطلب من الله ترتيب أموره ويشدد على قلبه فالأيام عجاف، ولا تخف واتكئ بكلك على رب الفلق، فإن الله لا يخذل من صدق. أؤمنُ أن أكثر الناس حظاً براحة البال هم الأكثر الناس بعداً عن مواطن الجٌدل والشقاق والقيل والقال، الذين يتخيرون بعناية المواضع التي يُنزلون أنفسهم بها، ويتسامون عن الخوض في معارك هامشية ترهق روادها، إذ أنهم وببساطة قدروا ذواتهم وأوقاتهم وجهودهم وصرفها لما يستحق. قد يكون هناك أشياء ينبغى علينا التفكير بعناية شديده حتى نتخذ من هذا التفكير قرار يمكن لنا أن يحدد طريقه التعامل مع الاخرين بها، نحن لا ندري أي ارض واي قلب وأي قرار هو الخير لنا، لكننا نؤمن بأن الخير فيما اختاره الله لنا، إننا نندفع جداً، ثم نصل للحظة نكتشف فيها مدى اندفاعنا، ثم نبدأ برسم خط العودة، ثم لا نعود.. نعم لا نعود كما كّنا. لا شك ان الحياة ستكون أفضل إذا قرر كل شخص أن يبذل مجهُوده في إصلاح ذاته بدلاً من بذله في نقد الآخرين. من الممكن أن تتصالح مع شخص أساء تفكيره بك ..وأساء معاملته معك لم يقدر حجم ضغوطك رغم انه يعرف تفاصيلها وأن التصالح ليس تناقض فقد يكون الذنب هو العفو وقد يكون الود هو أننا لن نعود كما كنا، إلا إذا تغير لفهم الواقع الذي تعيشة. أن أسوأ إحساس ممكن أن توصله لإنسان قريب منك هو أن تستهين بزعله، أن تكرر نفس الأخطاء والتصرفات التى تجرحه، لا يوجد أسوأ من أن يشعر أحدهم باختلال تقديره عندك، بعد ما كان يظن نفسه في منزلة عالية نحن لا نخسر علاقاتنا عادة بمشاكل كبيرة حاسمة، بل بتراكم الخيبات. فالبعض لا يعرف ولا يقدر معنى أن يختنق أحدهم بالحديث محاولاً شرح نفسه للآخرين مفسراً كيف أنه لا يمتلك رفاهية أن يظهر هشاشته وضعفه، كما أن البعض لا يعرف كم هو مؤلم لشخص ألا تبدو كما أنت أن تفقد الرغبة في العتاب والبوح موقناً أنه لن يغير من الأمر شيء أن يتظاهر بهذا القدر الهائل من اللامبالاة بينما هو يبالي أكثر من اللازم، أن يحتاج لكتف يتكئ عليه ويرفضه خوفاً من سقطة خذلان تعرف أنها ستكون قاتله فالبعض لا يعرف التفاصيل الصغيرة في حياة الأخرين و من الافضل أن لا يعرف. بعض الأشخاص لا يستطيعون أن يكونوا شيئاً أخر غير أنفسهم، ويفضلون أن يعيشوا حياة صغيرة يملكونها، عن أن يعييشوا حياة كبيرة تملكهم. فلا شك أن الأمان جميل جداً، أظنه الشعور الوحيد الذي يستحق عناء البحث أن تأمن وأنت تتحدث، و أن تأمن وأنت تنفعل، وأن تأمن و أنت تعبر عن مشاعرك، أن تأمن أن عفويتك محبوبة ومقبولة، أن لا يحتاج الشخص إلى التصنع كي يبقى مرغوبًا، وأن كل ما يعانيه من نفسه، لا يمثل مشكلة للآخرين. الكاتب / ايمن ماهر المحامي