الحق في السمعة

تعريف الحق فى السمعة : السمعة لغة : من التسامع، و هو ما يسمعه الناس عن الشخص مما يقال أو يكتب عنه و منه : سمع به تسميعاً ، أى شهر به، و فى الحديث من فعل كذا سمع الله به أ هتك ستره و فضح أمره . وفى اصطلاح الفقه ، أثار تعريف الحق فى السمعة كثيراً من الصعوبات، وفى هذا الصدد يمكن التمييز بين طائفتين من التعريفات تضم كل طائفة منها بين دفتيها اتجاهين متقابلين، اما الطائفة الاولى فانها تتردد فى تعريفها لحق السمعة بين مدلولين : احدهما شخصى، والثانى موضوعى، بينما تدور الطائفة الثانية بين التوسع أو التضييق فى نطاق هذا الحق، ووفقا للمدلول الشخصى يعرف الحق فى السمعة، أو م يشار اليه احيانا باسم الحق فى الشرف، أو الحق فى الشرف و الاعتبار، بأنه : شعور كل شخص بكرامته الشخصية، و احساسه بانه يستحق من أفراد المجتمع معاملة و احتراما متفقين مع هذا الشعور، فهو عاطفة مركوزة فى صميم الشخص تخلع عليه احترامه لنفسه عن طريق شعوره بأداء واجبه، أو شعور ذاتى بالكرامة الشخصية يتضمن معنى الرغبة فى الحصول على احترام الغير. ووفقا للمعيا الموضوعى، يعرف الحق فى السمعة بأنه : المكانة التى يحتلها كل شخص فى المجتمع، وما يتفرغ عنها من حق فى أن يعامل على النحو الذى يتفق مع هذه المكانة، أى أن يعطى الثقة و الاحترام اللذين تقتضيهما مكانته الاجتماعية. كما يعرف الحق فى السمعة من ناحية تردده بين مفهومين احدهما : مضيق و الثانى موسع، و تقوم التفرقة بينهما – كما يتضح من اسمهيما – على اساس الاختلاف فى تحديد نطاق هذا الحق تضييقا أو اتساعا، ووفقا للمفهوم الضيق، يعرف الحق فى السمعة بأنه : حق الشخص فى الاتذاع عنه أمور من شأنها ان تدعو إلى كراهيته و احتقاره أو الهزء به فى نظر الآخرين، أو تسبب نفورهم منه. ووفقا للمفهوم الموسع يعرف الحق فى السمعة بأنه : حق الشخص فى الاتذاع عنه أمور من شأنها ان تدعو إلى انقاص ما يتمتع به فى نظر الآخرين من تقدير و احترام و حسن ظن أو ثقة أو تثير ضده مشاعر أو آراء معادية مخجلة أو مشينة أو غير مرضية، و يبدو من هذا التعريف ان مفهوم الحق فى السمعة لا يقتصر على مجرد منع تعريض صاحبة للكراهية و الاحتقار أو السخرية و النفور فحسب، بل يمتد ليشمل مع ذلك كله امورا أخرى كثيرة مثل عدم جواز تعريض الشخص لآراء، أو مشاعر أو نظرات من الغير تتضمن معنى الشفقة به أو الرثاء له أو العطف عليه. صور أخرى للضرر الذى ينال من حق السمعه : وهناك حالات أخرى يقوم فيها الضرر الادبى مصاحبا للضرر المادى، و منها المنافسة التجارية غير المشروعة، وتقع عادة بقليد العلامات التجارية أو استعمال طرق احتيالية كاتخاذ اسم تجارى مقارب للاسم التجارى المزاحم، وقد يقع ضرر الادبى بنشر اشاعات كاذبة عن المزاحم، و بالتشهير بعيوب هذا المتجر، و غير ذلك من وسائل المنافسة غير المشروعة، و منها الاجراءات القضائية الكيدية، كالدعاوى و الدفوع الكيدية و دعاوى الافلاس الكيدى، وقد قضت محكمة الاستئناف الوطينة بأن انكار الاخت لاخيها يعد دفعا كيديا . فيحكم على الاخت بتعويض الضرر المادى الذى اصاب اخيها من جراء هذا الانكار، وهى المصاريف التى صرفت فيه فى سبيل اثبات وراثته، و تلزم أيضا بتعويض الضرر الادبى الذى أصاب أخاها بسبب انكارها.

مؤسسة الماهر القانونية للمحاماه والاستشارات القانونية والضريبية